الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

عندما تنتحب


عندما تنتحب



تَضِنُ للوهلةِ الأولى بأنَ أصداءَ الغرفةِ كالسحابٍ يَحمِلُكَ ليُفرز جَسَدكَ الهزيلُ على حافةِ أوراقِ الربيعِ الصفراءِ الذابلهِ. ليلهً بعدَ ليلهٍ
يتكررُ الحُلُمُ في مناماتِ الفجرِ الضبابيَِ المليئِ بأشباحٍ السكونِ.
تسيرُ قدماكَ المتعثرهَ تَحمِلُ جَسَدكَ العاريِ بِخُطىً مكسرةً. يخترقُ الهدوءَ صفيرُ أغصانِ الشجرِ. لِتَذوبَ معَهَا بقايا ما تعتنقهُُ أَصَابِعَ يداكَ.
تسيرُ نحَوَ مصدرِ الرياحِ. فَتُقذفُ دموعك الملتهبه لِتستقرَ بينَ خِصلاتِ شعركَ الأشعث. فتستمرُ في خُطَاكَ. وأنتَ غارقٌ في النحيبِ. فيتكررُ الحُلُمَ ليلهً بعد ليلهٍ. عند ساعاتِ الفجرِ الأخيرهِ.


أمير السلام

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

إعلام بلا أعلام

لا أنكرُ أن لكلِ بلدٍ ماضيها ولكلِ بلدٍ حاضرها ومستقبلها. فالمواطنُ الفطِن لا بُدَ أن يفتخرَ بما قد سلفَ

وأن يطوِعَ ماضيهُ لخدمةِ بلدِهِ إأثراء متابعيه..
ما اراه أن الكلمةَ شيٌ والحقيقةُ والواقعَ شيٌ أخرَ. ف الذي نراهُ من إهتمامٍ في الماضي لا يستسيغُهُ عقلٌ ولا تحتملهُ أكتاف..


منذُ أن بدأنا إدراك ما حولنا والإعلامُ في بلادِنا لا يتحدثُ الا عن قفيرٍ يُعرضُ في معرضٍ في بلادٍ َطبعت أقدامَهَا في ترابِ القمرِ. أو عن بيتينِ من الشِعرِ تُرَددُ في فاهٍ لعشرِ دقائقٍ لا يفهمُها ال ذو عقلٍ فطين.


في زاويةٍ أُخرى نحنُ هناكَ على المدخلِ نُردِدُ مليون وخمسمائه وواحد مليون وخمسمائه واثنان.. بعدها بالخطِ العريضِ في جرائدِ الصباحِ كالنقشِ المتينِ "مليونين زائر زاروا زاويتنا هناك في بلد المليار الذي كسى عرانا"..


أما الصُور المرئيه لااا.. فحديثنا سيطولُ وإن طال لا تخف فلن ينقطع فحبلُهُ متينٌ ليسَ له أيةَ نهايهٍ. فالويلُ كُلُ الويلِ للقنواتِ الأُخرى. ستُعلِنُ إفلاسها عما قريب. فمُشاهدوها حَملوا متاعهم الى حيثُ نحنُ. عندما تتسمرُ أجسادنا أمامها تتسمرُ عُقُولنا. تضنُ للوهلةِ الأولى أنك تعيشُ بينَ أحضانِ عصرٍ حجري. فالمُمَثِلونَ المعروفُونَ دائماً عيّت حناجرهم من الصراخِ وكأنَ مُكَبِرُ الصوتِ منسيٌ في بيتِ المُخرج. أما السيناريو فليسَ هُناكَ ما يُدعى سيناريو أصلاً...عقيمٌ هزيلٌ تتقاذفه الألسن إن أستطعتَ كتابتهُ فأنتَ تستحقُ جائزةَ نوبِل في إختراع اللهجات. إن ما يُحيرُني دائماً في الدراما العمانيهَ أنها لا تُمَثَلُ الا تحتَ ضوءِ القمرِ فمهما كان المشهدُ تَضُنُ أنه مشهدٌ رومانسيٌ تخترِقُهُ خُيوطُ أضواءِ القمرِ.


أما المسابقات فإعلامُنا زاخرٌ بها فهُناكَ مسابقةُ أجَمَلَ أداةٍ أثريةٍ وأفضلَ بيتٍ أثريٍ ومسابقةُ الحِرَفِ اليدويةِ ومسابقةُ أفضل خزافٍ وأفضل طبالٍ وووو...


فنحن أغنياء بما خلفه الأجداد. وعلى أثرهم نحن سائرون وعار علينا أن نترك ما يورثون.


للحديث بقيه...فهناك الكثير