الجمعة، 14 يناير 2011

يوم الاجئ العالمي(٢٠/٦/٢٠١٠)


في خلالِ تعامُلاتنا اليوميه أحالتنا الحياة الرغيدة عن النظرِ هُنَاكَ. حيثُ الدُمُوع. حيث التأوُهات المتواليه لأُناسٍ قد جَنَت عليُهمُ السياساتِ الجائره ...مشاعَرَ قُلوُبنَا في سُباااتٍ عميقٍ .في قيلولةٍ تَحتَ الغِطاءِ الشتويِ الدافئ. صُوَرٌ عابرةٌ تمُرُ علينا في شاشةٍ فضيةٍ صغيرةٍ. ليَتنهدَ بَعدهَا صمتٌ عربيٌ مخيف. لم يكُن أحداً ليعهدهُ. لتُقَابِلُها أصداءٌ لضحكاتِ لسانِ الضَادِ. لم يحِمُلَنا الذُهُولُ ولا حتى الفُضُول.

أختبأنا بينَ أحضانِ السُكُونِ.

لم نَكُن لنَعرِفَ حجَمَ الذُلِ والتشردِ والضياعِ خلف تلكَ الشاشةِ الفضيةِ الصغيرهِ.

"يومُ الاجئِ العالميِ".إن صَحَ التعبيرُ فيمكِنُ القَولَ يومُ الاجئِ العربيِ العالميِ. فهُناكَ 43 مليون نازِح ولاجئ في العالم .يعيشونَ حياةً لا يُمكِنُ القولَ إنها "حياة"...يعيشونَ معََ الدموعِ. مع الألمِ. مع المرارةِ الحالِكه.

هُناكَ في "فَلسطين" في "الجولان" هناكَ حيثُ الشتاءِ القارسِ في" أفغانستان".عند مشاهدتي لتلكَ المآسي قلمي لم يستطِعِ الإنتظارِ

فهو  أداتي الوحيده المُفِرزةُ لما في داخلي.

جَعَلَ يرسُمُ مشاهِدَ متعدده. على إحدى زوايا الصفحه أسَكبَ أحبارُهُ على مأساتِ أبو أسامةَ الرَجُلَ الخمسينيِ وكيفَ يعيشُ مع زوجتِهِ وأولادهِ الثلاثه تحت سقف غرفةٍ وحيدةٍ.

عند وصولنا اليه قابَلنَا أبو أسامه بأبتسامةٍ تحكي معنى المعاناه وعيناهُ مغرورقتانِ بالدمعِ. مشَينَا معاً بينَ جنباتِ المخيمِ المُتهالِكِ. يُكَلِمُني بكلماتٍ متقطعةٍ ووجُهُهُ مليئٌ بالتجاعيدِ. مليئٌ بتفاصِيِلِ قَصَصِ الأمسِ القريب.

تَنسكِبُ دمُوُعَهُ لتحتضِنُهَا يَدُهُ الهزيلةِ المتعبه .أمسكتُ أنامِلَ يديهِ فاستَمَرَ يحكي لي سلسلةِ الف قصةٍ اليمةٍ.حيثُمَا ينُظُرُ الى جدارٍ من جُدرانِ جيرانه يتذكرُ قصَصَهُ الطفوليهِ مع أصدقائِهِ الذينَ اخَذَهُمُ الموتُ قهراً.

سِرنا حيثُ ملاعِبَ الأطفالِ فوَقَ الحجارهِ وبينَ بِرَكِ مياه أمطارِ الليلةِ الفائتةِ. عند أعتابِ أبوابِ الجُدرانِ تجحَضُ عيناكَ على وُجُوهِ النسوةِ المنتظِره الى ما يُدعى صلاحَ الدينِ....



أما آن لكم يا عرب

أيُها الغاضِبُ فينا...أين ما يُدعى غضب...؟!

أين ما يدعى صلاحاً في العرب...؟!

لم أكُن ُأدِركُ يوماً أن شمساً في بلادي خُلِقت لتنم

أه يا غزةَ...يا جُرحاً

يا صرخة طفلٍ...قابلتها

رقصةُ الرابِ

وأصواتُ الغُرابِ

وسكارى فوقَ أحضانِ سرابٍ

أين هم؟! بل أين نحنُ؟!

في سبااات نتوارى!...لا

لم نعُد نَحكي كما يحكي القمر...لا

ولا نلبسُ كما في ذكرياتِ الأمسِ يلبسُهُ بشر

علموني يابني غضبٍ

أين أسيافَ البطولة؟...أين ميلادُ الرُجُولة؟...

أين حطين؟

ذهبت؟! لا وربي

أيها العربيُ...

يا جنديُ...

يا كهلاً

أيا طفلاً

إغضب

لم يعد بترولنا يُجدي...لا

ولا قِمَمُ العالم تُجدي

أيها العربيُ...يا عربيُ...يا عربيُ

لا تكن مثل العصافير بليد...لا

ولا مثل الحمارِ أسيراً للنبيذ

 
إنما الغربُ توارى خلف كثبانِ الجريدِ

يرتجى الصمت الأكيد

وحيارى...

يضرمونَ الثَلجَ في صدرِ الشهيد

علمتنا فُرقةِ الغربِ أن نهوى البليد

ونمارسُ ثورةَ الصمتِ

بحزمٍ

وثباتٍ

ونُغني...أُغنياتٍ ناعسه

آن أن نمضي جميعاً

فوق ظهرِ النعمِ

لنواصل ثورةَ الماضي التليد

ونَشُقَ الأُفُقَ المُظِلمِ

بسيوفٍ من حديد



نحن في داخلنا ميلادَنا

نائمٌ تحتَ الجليد

لن يفيقَ من السباتِ

حتى

ينكسر سطَحَ الجليد.