السبت، 18 يونيو 2011

رأيتها ممددة...

مُمددةٌ على الأرضِ،عيناها نِصفُ مفتوحتينِ، مصوبتانِ نحَوَ شمسُ النهارِ، شمسٌ حارقةٌ، تُذيبُ الأجسادِ، رَمَادُ أغصانٍ مُبعثرٍ، لا أحَدَ يَحتَمِلُ هذهِ الظهيرهِ، كأنَهَا نارٌ تُنثرها الريحُ حيثُ تشاء.
على هذهِ الرمضاءَ، رأيتُها مُمدهً، عرفتُ أنَهَا أُنثى من أطرافِ قدميها، وخِمارَهَا الذي يُغطي طَرف رَأسَها
الأعين تحومُ عليها بعضُهُم مُلَطخٌ بالدماءِ يَصُرخُ يمسك رأسَهُ، يُعفرُ نَفسَهُ بالترابِ، على كلا الجانبينِ كُرتانِ محطمتانِ ، بقايا سياره. عرفتُ حينَهَا لما هذا الجسدُ ممداً على الأرض!ِ ومغطا" بلِحافٍ أسودٍ ساكن كسكونِ الجبلِ. لا يتحرك. عينايَ مصوبتانِ نحَوَهُ. كُنُتُ أبحَثُ عن حركةٍ تُريحَني. تُريحُ خفقانِ قلبي المُتعبِ، لم أستطع الإقتراب أكثر، بَدأت عينايَ بسكبِ مائَهَا. لم أستطِعِ الوقوف َمن هولِ المشهدِ، تجمع رجالٌ حول الجسد.
حملوه، جسدٌ هامدٌ، تساقطت أطرافه. رأيتَهَا تُلامسُ التُراب. يغطيها غُبارُ الارضِ وأدخلوها ف السياره
بقيتُ أنا. لم أستطِعِ بَعدَهَا القياده، امتلأ مقود سيارتي بالدموع. وامتلا كلُ ما حولي بالدموعِ. لم يسكُن جسدي ولو لوهلهٍ، فقررَتُ العوَدهَ الى مكان ذلك الجسد.

رأيت هناك:



بقايا أصبع

وبُضع شعراتٍ مليئةٍ بالدماءِ ملتصقةً ف الترابِ

. حملتها وحفرت حفره رميتها فيها.

.

وسكبت فوقها تراب ناعم

وسقطت من عيناي أخر دمعتان..