الأحد، 30 مايو 2010

"وأد العقول"



ثلاثة أيام فاصلة عل مشارف بدء نزف العقول على الورق .كعادتة سالم حمل قلمة مع كومة الكتب الى خلف الجدار هناك حيث اشجار الأمبا وأغصانها أفرزت حبات المانجو كعناقيد متدلية عل جوانبها.

وضع كتبة جانبا وراح ينفض البساط ليزيل ما التصق من بقايا أسمدة الأشجار علية.
"ياا رب أرزق ولدي الوحيد سالم نسبة كبيرة" قالتها: أم سالم وهي تلتقط بعض الحشائش من بين جلبات البصل لتطعم بة سخل العيد.

أما سالم تناول كراسة المسودات وبدأ يخط عل الورقات المتبقية ما أودعة في عقله، ويفك رموز المعادلات الرياضية بكل سلاسة. شعر سالم بالسعادة وهو يقلب كتيب الثقافة الإسلاميةالهزيل حتى وصل الى ورقة أودعها بين وريقاتة...إنها جدول الأختبارات.
السبت: اللغة الأنجليزية. وسالم لا يعرف الفرق بين "good afternoon و “good evening
تناول سالم كتاب اللغة الإنجليزية وأخذ يقلب صفحاتة ويطالع الصور على جنباتة ،يحاول معرفة المعني الذي كتبة بقلم الرصاص الذي أصبح كلون خط بفرشاة. كان يتمنى لو يمتلك المال ليشتري ما يسمى بالمترجم والذي شاهده عند أحد زملائة.

حل الظلام وتلألأت نجوم السماء وعلى جانب شروق الشمس بدأت تبزغ خيوط أضواء القمر، وسالم غارق بين أوراق الكتب تحت ضوء لمبة معلقة على جدارغرفة الطين يحاول أن يملأ الأسطر الخاوية في دفتر اللغة الأنجليزية.

ظل هكذا حتى بدأت عيناة تستسلم للنعاس ولكن كعادتة . شخص بصره إلى دفتر قد أثقلتة أحبار أقلامه. فكر سالم في أن يملي بعض الأسطر الفارغة. إبتسم سالم وكتب تحت عنوان "لأكون أديبا" وكتب تحتها.

"- أبتسم: حينما أدرك أن الله خلقني مع أبي وأمي نقاسي شضف العيش معا"
- أبتسم حينما أدرك أنني أفترش الأرض وغطائي السماء
- أبتسم لأني أدركت أن الفقر تحول داخلي الى قريحة أدبية خصبة
- أبتسم لأن ظلام الليل لا بد أن يعقبة شروق جميل
- سأنام لأنني غدا سأجري بين أروقة الجامعة. المحاضر سيأنبني إن تأخرت."

***

بعد الإختبارات حمل سالم الته الحاسبة وفي كل زاوية إستمر في تخمين درجاته، ولسان حاله لا ينفك يرسل دعواتة لله بأن يوفق في ما أنجزة. ظل سالم ينتظر ،كانتظار الأرض لمطر السماء. وكانتظار شروق الشمس بعد ظلام دامس. حتى بدأ بزوغ الفجر المنتظر.

تناقلت افواه الناس خبر ظهور الدرجات فتسارعت دقات قلب سالم. جلس ينتظر أسيرا" بين الخوف والرجاء. حتى وصلت إليه أخيرا".

تنقلت عيني سالم بين ال "أ" وال "ب" الا واحدة "د" في اللغة الإنجليزيه وبمعدل تراكمي 83%.

أبتسم سالم أخيرا وتسارعت أحضان الوالدين علية وظل يحلم وهو يحمل كتبة بين أروقة الجامعة..بعدها دخل من جديد في دوامة الأنتظار...إنتظار التوزيع. ظل سالم طوال الليل يخط بقلمة بلغتة الخاصة لغة لا يفهمها أحد سوى أنها لغة الطموح. حتى أنشق الفجر. لم يستطع سالم الأنتظار فتسارعت قدماة ليعرف الى أين قدرة قد أودعة؟!
بشوق كبير أخذ سالم الجريدة وجلس على رصيف الطريق. أعمدة من الأسماء المقبولة. وبهلوسة شديدة ظل يبحث بين جنبات أحرف السين . بدأت صرخات قلب سالم يعلو صوتها. وجبينة يتصبب عرقا".
"هذة المرة الخامسة أعيد قراءة جميع الأسماء. ولا أثر لأسمي بينها" قالها: سالم
وعاد قرائتها مئات المرات علهم أخطأوا في إسمة.
"هل حقا" أستحق هذا؟!" قالها: سالم وعيناة أغرورقت بالدمع. وهو عائد الى البيت لم يتمالك نفسة فأجهش في البكاء .حتى وصل الى حضن أمة. ظلا يبكيان ويبكيان. لم يشاركهما أحد البكاء سوى أصداء غرفة الطين الصغيرة. إتكأ سالم على إحدى جدرانها وخاطبها باكيا" يقول "أنت التي علمتني كيف أكتب. وسنظل معا نكتب"

بين أصوات النشيج في لحظة مريرة...إخترق الأجواء صوت جهوري "سالم ...جهز نفسك أنا خبرت الشيخ عامر يسويلك واسطة في العسكرية" قالها: أبو سالم. تألم سالم لسماع هذا الخبر لكنة قدر لا بد منة وسوف يعمل بذلك لمساعدة أباة.

جهزت أم سالم كومة السفر لأبنها الوحيد. فقد حان موعد الرحيل. رحيل الى قدر لم يكن في الحسبان، حملها على ذراعة والدمع على خدية. حتى أختفي عن الأنظار. لم ينسى سالم دفتر الذكريات. الذي لطالما أبدع في خط الآف الأسطر فية.

وهو في الطريق. ظل يقرأ ويقرأ ما خط في السنوات الماضية بإبتسامة حزينه حتى وصل الى صفحة بيضاء أخيرة.
تناول قلمة وبكل الم كتب كلمته بخط كبير.....النهاية.
(أمير السلام)

الثلاثاء، 18 مايو 2010

رحلة في الذاكرة


لم أكن أدرك ما يخفية ذلك المكان الطاهر
بيت الله...المسجد الحرم...المسجد النبوي...الأماكن المقدسة ككل
السمع والنظر عن بعد...لا يساوي رشفة من قطرة ماء

شدني الفضول....فعزمت الرحيل ..رحيل كرحيل الطيور المهاجرة
تبحث عن مأوى

تبحث عن فتات تملأ بة بطونها الخاوية

بدأ المسير
وابتدأت التحايا

صراخ وقهقهات تحيط بي
لما لا!
فالكل أسرة واحده
أعضائها ليس ك باقي المجتمع
أصواتهم صوت واحد ,كلماتهم واحده ,وإن تعددت

صحراء قاحله
لكنها أشبه بجنة الخلد في قاموسنا
نقطع مئات الأميال..لكنها أشبه برمشه في أعيننا
كنت دائما أتطلع الى حافة الطرقات
لعلي أجد ما يرشدني الى ضالتي
لكن صوتي كان دائما يخترق الضحكات في تلك الكبينه الصغيره التي تخترق عباب ذلك البساط الأبيض
كنا هكذا بين جد وهزل
لكنها كانت شي أخر بالنسبة لي
كانت أشبه بكتاب شيق قرأته طوال تلك المسافه فأثرى مخيلتي.
حتى أتت اللحظه المنتظره
فنحن الأن على مسافة بسيطه من البيت العتيق
هي لحظات
وبدأت تبزغ الأنوار الربانيه
بدأ كل شي جديد وغريب بالنسبة لي
الناس في كل مكان
كلمات ربانية في كل مكان
كنت أسترق الكلمات
كنت أتأمل ما حولي ولساني ينسك سلسلة دعوات

مشيت ومشيت
وكأنه درب طويل تملأه عوارض الطبقات
كنت أتلفت يمنة ويسره لعلي أجد ما أبحث عنه
حتى وقفت والدمع فاض في عيناي
سبحانك ربي سبحانك
ما أعظمك وما أحلمك

مشهد رباني عظيم
تسارعت خفقات قلبي لرؤيته
وانفطر فؤادي بتأمله
وددت لو أبكي
وددت لو تمطر أحداقي حتى تجف لأجلك مولاي يا الله
كنت سعيدا" جدا"
وحزين جدا" وأنا في ذلك اللباس الأبيض
حتى أتممنا مناسكنا

كنا نتردد على ذلك المكان العظيم
كل شي بالنسبة لي مجال واسع يستحق التأمل فيه
ما أحلا أن تطوف حول البيت
أن تسعى بين الصفاء والمروه
أن ترتشف من ماء زمزم
أن تبتسم وفي مخيلتك ألف سؤال
أن تصلي بين جنبات المكان


حتى حان موعد الرحيل
طواف الوداع
ما يدريني!
لعله الوداع الأخير لي ولنا
نظرات عيني تسترق المكان
تفيظ دمعاتها
حتى ابتعدت قدماي عن رؤية الحرم
تعايشت مع الوضع بأمل العودة من جديد
***
شددنا رحالنا للرحيل
صمت لبعض الوقت
بعدها كلمات من هنا وهناك
وابتدأ سيناريو الحديث من جديد
علت الضحكات
وبدأت سلسلة ليالي الحديث الماطره
الكل يدلو بدلوه
فأحاديثهم لها وقع ف النفوس
لها نقش في القلوب
ولما لا!؟
كبيرهم وصغيرهم
تحت مظلة واحده
لا يشوبها غبار المكان

ما أروع أن تسافر في أرض الله
والأروع من ذلك أن تدرك مع من ولمن تسافر.؟

ما أروع أن تقضي وقتا" طويلا" في مكان
والأروع أن تقضيه سعيدا" وأن تثمن ذلك الوقت.؟

من الرائع أن تضحك كثيرا" والأروع أن تبكي قليلا" من خشية الله.
جميل هو الوداع إن كان يحوي ضحكات، والأجمل أن تعيش مع أمل العوده من جديد.
جميلة هي الغربه والأجمل أن توثق الذكريات.
جميل هو الغروب والأجمل أن يعقبة الشروق وتعود كل الطيور المهاجره.
دعواتي أن يعم السلام هذه البسيطه وأن تعود الطيور بطانا فتنام حيث تشاء.

حلمي...
لا أهات الم
لا صرخات جائع
لا دموع مغترب
لا ويلات مظلوم

أمنيتي السفر للبحث عن ما وراء التخوم. ليس لفعل شي سوى أن أبتسم ويبتسم كل شي حولي.

سافر لبيت الله
سافر وكأنه السفر الأخير
وفي خلال سفرك حاول أن تزرع ورود على جنبات الطريق
وإن ماتت فلا تنسى أن البذره ستعيش لسنوات
فربما الأجيال القادمة تكتشف واحة وسط بياض الصحراء.

مخلصك(أمير السلام)

السبت، 1 مايو 2010

الى فلسطين


على رؤوسنا تيجان من العار
وفي أيدينا أسياف من خشب
وخلف الأسوار عيون كحلها غبار الهوان.
وفي دواخلنا ضمائر مستهترة وعلى أحسن الأحوال مستترة.
سيكتب التاريخ كيف تخونه همم الرجال
ماعاد يجدي أن نذكر ماضيا" ذهب...ولو كان من ذهب .
ماعاد يجدي أن نقول بأننا أهل المروءة والنسب....
مادام يجبرنا الهوان أن نراقب عن كثب...
عذرافلسطين ياغالية

إنا لنخجل والله من أغصان الزيتون.وزبد البحر وزمجرة الغيوم.


عذرا"عذرا"...فلسطين....يا غالية