منذ زمن طويل لم أذهب اليها
كبرت أنا وتقلصت هي
رغم أنني كسوووول
وبإلحاح من أبي بالذهاب اليها
لأن ذاك الذي وكلناه أمرها
في سفر طويل
وافقت الذهاب والعبث
قال لي أبي بأن الماء متجه الى ذلك الرجل العجوز
وصلت اليها
واتجهت الى حيث الرجل العجوز
قطعت طريقً ملتويةً
ودروازة صغيرة
تفاجأت بسرعة وصولي اليه
بالأمس كنت أراها درباً طويلة
يرهقنا الجري فيها
واليوم بضع خطوات ووصلت الى حيث أريد
حتى أنني كدت أسحق هذة الدروازة
التى لطالما أغلقت عليي نشوة الأختباء
مفتوحة هي الأماكن
تسلقت نخلاتها الفضاء
بالأمس امتلأ سعفها بدمائنا
من وخز الأشواك
واليوم
أكاد لا أرى الا السماء
على الجانب الأخر
اي قدم من الاخطبوط سأختار؟!
محرج أنا من السؤال
سأختار هذة(الساقية)
اندلق الماء وخريرة
بالأمس كنا نضع (الكرب) عليه
ايها تصل اولاً؟
واليوم
ربما تحتوي يدي المثقلة
في كل زاوية لي ذكري
طالما لعبنا الغميضة تحت كهوف تلك النخل
وأكلنا أمبا ذلك البيت
وجرينا بأحصنة (العسق)التي تثير الغبار
مع أولاد الحارة
بعضهم أصبح رميم تحت التراب
والبعض الأخر بعيد عن هذة الامكنة
زرع قليل واراضٍ بيضاء شاسعة
بدأت بسقي الزرع وثلاث نخلات باسقات
وأقدامي تغوص في التراب
استرجعت كل أشرطة الذكريات
حتى انتهيت
أغلقت الماء
وعدت الى أبي
وفي قدمي طين وسماد
وهذة الأحرف المبعثرة
(الحياة جميلة)
مفردات
سافل: إسم مزرعة أهل حارتنا
الساقية: مجرى الماء
الكرب: جزء من النخل وتعتبر اداة تأديب عند أبي
العسق: الجزء من النخل الذي يحمل الثمر وكنا نفضلة جافاً ليثير اكبر كمية من الغبار عن السباق
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)