الثلاثاء، 18 مايو 2010

رحلة في الذاكرة


لم أكن أدرك ما يخفية ذلك المكان الطاهر
بيت الله...المسجد الحرم...المسجد النبوي...الأماكن المقدسة ككل
السمع والنظر عن بعد...لا يساوي رشفة من قطرة ماء

شدني الفضول....فعزمت الرحيل ..رحيل كرحيل الطيور المهاجرة
تبحث عن مأوى

تبحث عن فتات تملأ بة بطونها الخاوية

بدأ المسير
وابتدأت التحايا

صراخ وقهقهات تحيط بي
لما لا!
فالكل أسرة واحده
أعضائها ليس ك باقي المجتمع
أصواتهم صوت واحد ,كلماتهم واحده ,وإن تعددت

صحراء قاحله
لكنها أشبه بجنة الخلد في قاموسنا
نقطع مئات الأميال..لكنها أشبه برمشه في أعيننا
كنت دائما أتطلع الى حافة الطرقات
لعلي أجد ما يرشدني الى ضالتي
لكن صوتي كان دائما يخترق الضحكات في تلك الكبينه الصغيره التي تخترق عباب ذلك البساط الأبيض
كنا هكذا بين جد وهزل
لكنها كانت شي أخر بالنسبة لي
كانت أشبه بكتاب شيق قرأته طوال تلك المسافه فأثرى مخيلتي.
حتى أتت اللحظه المنتظره
فنحن الأن على مسافة بسيطه من البيت العتيق
هي لحظات
وبدأت تبزغ الأنوار الربانيه
بدأ كل شي جديد وغريب بالنسبة لي
الناس في كل مكان
كلمات ربانية في كل مكان
كنت أسترق الكلمات
كنت أتأمل ما حولي ولساني ينسك سلسلة دعوات

مشيت ومشيت
وكأنه درب طويل تملأه عوارض الطبقات
كنت أتلفت يمنة ويسره لعلي أجد ما أبحث عنه
حتى وقفت والدمع فاض في عيناي
سبحانك ربي سبحانك
ما أعظمك وما أحلمك

مشهد رباني عظيم
تسارعت خفقات قلبي لرؤيته
وانفطر فؤادي بتأمله
وددت لو أبكي
وددت لو تمطر أحداقي حتى تجف لأجلك مولاي يا الله
كنت سعيدا" جدا"
وحزين جدا" وأنا في ذلك اللباس الأبيض
حتى أتممنا مناسكنا

كنا نتردد على ذلك المكان العظيم
كل شي بالنسبة لي مجال واسع يستحق التأمل فيه
ما أحلا أن تطوف حول البيت
أن تسعى بين الصفاء والمروه
أن ترتشف من ماء زمزم
أن تبتسم وفي مخيلتك ألف سؤال
أن تصلي بين جنبات المكان


حتى حان موعد الرحيل
طواف الوداع
ما يدريني!
لعله الوداع الأخير لي ولنا
نظرات عيني تسترق المكان
تفيظ دمعاتها
حتى ابتعدت قدماي عن رؤية الحرم
تعايشت مع الوضع بأمل العودة من جديد
***
شددنا رحالنا للرحيل
صمت لبعض الوقت
بعدها كلمات من هنا وهناك
وابتدأ سيناريو الحديث من جديد
علت الضحكات
وبدأت سلسلة ليالي الحديث الماطره
الكل يدلو بدلوه
فأحاديثهم لها وقع ف النفوس
لها نقش في القلوب
ولما لا!؟
كبيرهم وصغيرهم
تحت مظلة واحده
لا يشوبها غبار المكان

ما أروع أن تسافر في أرض الله
والأروع من ذلك أن تدرك مع من ولمن تسافر.؟

ما أروع أن تقضي وقتا" طويلا" في مكان
والأروع أن تقضيه سعيدا" وأن تثمن ذلك الوقت.؟

من الرائع أن تضحك كثيرا" والأروع أن تبكي قليلا" من خشية الله.
جميل هو الوداع إن كان يحوي ضحكات، والأجمل أن تعيش مع أمل العوده من جديد.
جميلة هي الغربه والأجمل أن توثق الذكريات.
جميل هو الغروب والأجمل أن يعقبة الشروق وتعود كل الطيور المهاجره.
دعواتي أن يعم السلام هذه البسيطه وأن تعود الطيور بطانا فتنام حيث تشاء.

حلمي...
لا أهات الم
لا صرخات جائع
لا دموع مغترب
لا ويلات مظلوم

أمنيتي السفر للبحث عن ما وراء التخوم. ليس لفعل شي سوى أن أبتسم ويبتسم كل شي حولي.

سافر لبيت الله
سافر وكأنه السفر الأخير
وفي خلال سفرك حاول أن تزرع ورود على جنبات الطريق
وإن ماتت فلا تنسى أن البذره ستعيش لسنوات
فربما الأجيال القادمة تكتشف واحة وسط بياض الصحراء.

مخلصك(أمير السلام)

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    أرجعت في ذهني شريط زيارتي للبيت العتيق
    رغم وصف الناس ومشاهدة الصوره فالتلفاز لم تكن الكبعة مثل ما تخيلها ذهني
    أعاد الله علينا تلك الأيام ورزقنا زيارة بيته العظيم

    ردحذف