رائحةُ الموتِ
من بعيد
أتمحصُ آخر نقطةٍ تراها عيناي
خلف شموخِ الجبل
يلوحُ في الأفقِ
كأنهُ عاصفة
تجتاح كل الأمصار
على تلك الصخور المرتفعة
طينٌ تبعثره الريح
وهياكل أبوابٍ ينخرها السوس
وما بين ممراتِ الطين
كثبانٌ غطت آثار القدم المنسيِ
تحت الرمل
والأتي من بين الأفق
يتقدمُ كالموجِ الهائجِ
فيبعد أمطار الصيفِ
وبجانبِ كثبانَ الرملِ
لم يبقى الا
غربانٌ سود وكلابٌ جوعى تنهش في عظم
وعلى الوادي
لا قطرة ماءٍ في بئرٍ
لا ظلاً لا بيضاً يحتضن العش
وهناك على الجسد المرمي
أخر صوت لدبيب النمل
وأنا والجسد الملقي أمامي
يسكب أخر قطرة دمع
من عينٍ عمياء
والأتي يزداد نفوذاً ونفوذاً
ويزمجرُ في الأرجاءِ
وأحسُ به بين الجدرانِ المنغلقة
وعلى فرشٍ ملقيه
وهنا يبدأ جسدي يمتص غبار الصمت
في داخل تلك الجدران
جسدٌ يحتضر وأنفاسي
...ورائحةٌ للموت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق